مجتمع مدني

الأربعاء - 15 أكتوبر 2025 - الساعة 02:34 م بتوقيت اليمن ،،،

صحيفة 17يوليو/ خاص

ببالغ الحزن والأسى، تلقّيت نبأ رحيل الفنان الكبير علي عنبه، أحد أعمدة الفن اليمني وأبرز الأصوات التي حملت على عاتقها رسالة الحفاظ على الهوية الثقافية والأغنية الشعبية الأصيلة.

لقد كان الراحل قامة فنية فريدة، جمع بين الأصالة والإبداع، واستطاع بصوته الدافئ وألحانه العذبة أن يجسّد وجدان الإنسان اليمني، وأن يصوغ من تراث الوطن وإيقاعاته نغماً خالداً عبَرَ الأجيال وحافظ على روح الفن الشعبي في أنقى صوره.

كان بحق فناناً مخلصاً لفنه ووطنه، صادق الإحساس، غنّى للأرض والناس، وبقي وفياً لقيم الجمال والتراث حتى آخر لحظة في حياته.

إن رحيله لا يمثل خسارة لأسرته الكريمة فحسب، بل خسارة للفن اليمني برمّته، وللوجدان الجمعي الذي شكلته أعماله الفنية على مدى أكثر من ثلاثة عقود.

وفي هذا المصاب الجلل، نتقدم بخالص التعازي والمواساة إلى اخوانه وأسرته الكريمة، وإلى جمهوره الواسع ومحبي الفن اليمني الأصيل.

كما ندعو وزارة الإعلام والثقافة والسياحة إلى تبنّي مبادرة وطنية لتكريم هذا الرمز الفني الكبير، من خلال منحه جائزة تقديرية باسم الفنان علي عنبه، وتوثيق إرثه الإبداعي الغزير ضمن الذاكرة الثقافية الوطنية، بما يليق بعطائه وإسهاماته التي أغنت الأغنية اليمنية ورسّخت حضورها في وجدان الأمة.
فالفنانون الكبار لا يرحلون، بل يبقون بما تركوه من أثر خالد، وصوت صادق، وإبداع لا يموت.

رحم الله الفنان علي عنبه، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن وطنه خير الجزاء.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

السفير / محمد صالح طريق
أنقرة – تركيا
14 أكتوبر 2025