كتابات وآراء


الخميس - 29 مايو 2025 - الساعة 11:12 م

كُتب بواسطة : معاذ نصر محفوظ - ارشيف الكاتب



في لحظة استثنائية، شهدت العاصمة المؤقتة عدن إطلاق الخطة الوطنية لتمكين الشباب 2025–2030، بإشراف معالي وزير الشباب والرياضة الأستاذ نايف صالح البكري، الذي أكد مجددًا أن قضايا الشباب ليست شعارات تُرفع، بل مسؤولية وطنية تستدعي الإرادة والتخطيط والعمل المشترك.

تدشين الخطة لم يكن مجرد حدث بروتوكولي، بل خطوة جريئة ومدروسة تترجم إيمان الوزير البكري العميق بأن الشباب هم محور التنمية، وركيزة السلام، وصانعو المستقبل..فوسط واقع معقد يواجهه شباب اليمن، من حروب ونزاعات وانعدام للفرص، يخرج صوت الدولة عبر وزارة الشباب والرياضة معلنًا خطة وطنية ترتكز على رؤية واضحة ومسارات استراتيجية تمتد لست سنوات، تهدف لتمكين أكثر من 8 ملايين شاب وشابة يمثلون أكثر من 22% من سكان اليمن.

ما يميز هذه الخطة، ليس فقط محتواها الطموح وأولوياتها الواضحة، بل النهج التشاركي الذي قادها البكري بنفسه، حيث شملت عملية إعدادها مشاورات واسعة مع الشباب أنفسهم، وممثلين عن الوزارات الحكومية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والشركاء الدوليين، ما جعلها خطة واقعية نابعة من الميدان، لا من المكاتب المغلقة.

لقد أظهر الوزير البكري خلال كلمته في حفل التدشين، إدراكًا عميقًا لواقع الشباب اليمني وتحدياته، خاصة مع الإحصاءات التي تشير إلى أن ثلاثة من كل خمسة شباب خارج التعليم أو العمل..وأكد أن معالجة هذا الواقع تتطلب منظومة متكاملة من الحلول، تبدأ بربط التعليم بسوق العمل، وتحفيز الإبداع والابتكار، وتوفير فرص المشاركة السياسية والمدنية، إلى جانب دعم الصحة النفسية والجسدية، وبناء بيئة آمنة وممكنة.

جهود الوزير البكري لم تكن لتنجح لولا إيمانه بالشراكة، فقد جاءت الخطة بالشراكة مع منظمة اليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبتمويل وتنسيق على أعلى المستويات..هذا النموذج من التعاون يعكس تحولًا في عقلية القيادة الشبابية في البلاد، من التبعية للمساعدات، إلى العمل المؤسسي القائم على التخطيط والشراكة والنتائج.

وفي ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، فإن تدشين هذه الخطة يمثل بارقة أمل حقيقية، ورسالة واضحة بأن هناك من يعمل لأجل بناء الإنسان قبل البنيان، وأن هناك من يحمل هم الشباب ويسعى لتحويل أحلامهم إلى واقع.

ختامًا، لا يسعنا إلا أن نشيد بالدور الريادي لمعالي الوزير نايف البكري، الذي أثبت أن القيادة ليست منصبًا، بل حضورٌ دائم في الميدان، وفعلٌ مسؤول يُترجم عبر البرامج والسياسات. وها هو اليوم، يضع اللبنة الأولى في مشروع وطني يُعيد الاعتبار لأهم ثروة يمتلكها اليمن:شبابه.