كتابات وآراء


الخميس - 04 ديسمبر 2025 - الساعة 11:34 م

كُتب بواسطة : شهاب هزاع - ارشيف الكاتب



القائد الناجح يدرك أنه لم يتحقق الانتصار في جميع المعارك والفتوحات التي قادها المسلمون عبر التاريخ الإسلامي إلا بعد توفر عوامل النصر وأسبابه الدينية والدنيوية. فكما أن للهزيمة أسبابها وعواملها، فللنصر أسبابه وعوامله أيضاً.
من أهم عوامل النصر "توحيد الأمة عسكرياً وسياسياً وثقافياً واعلامياً" بعد الاستقامة بالاعتقاد والهدي والسلوك.

أهمية توحيد الصف في المعارك:
في القادسية الأولى لمواجهة جيش الفرس وإسقاط الإمبراطورية الفارسية، أعلن الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حالة الطوارئ والاستنفار العام في جزيرة العرب، وذلك لإعداد جيش إسلامي كبير يواجه جيش الفرس وتمكن من توحيد القبائل العربية ووجه القوات من مختلف القبائل نحو العراق.

صلاح الدين الأيوبي وحد العالم الإسلامي تحت راية واحدة، بما في ذلك مختلف الأعراق والمجموعات القبلية، وتمكن من إنهاء الحكم الفاطمي "الرافضي الفارسي"، ثم مواجهة الصليبيين وتحرير بلاد المسلمين وبيت المقدس، وهو ما تم عبر توحيد السلطة في مصر والعراق واليمن. ورغم أن أصوله كردية، إلا أن قوته العسكرية اعتمدت على تحالفات شملت مختلف الأعراق.

السلطان قطز واجه الغزو المغولي والعملاء من أذناب قارس بعد أن وحّد جهود المسلمين وشكّل جيشًا موحدًا، بما في ذلك قبائل المماليك والمجموعات الأخرى، وحقق انتصارًا حاسمًا في معركة عين جالوت. .

وفي معركة القادسية الثانية، حرب العراق وإيران، توحدت جهود أغلب الزعماء العرب وقدمت أغلب الدول العربية دعمًا ماليًا ولوجستيًا وعسكريًا واقتصاديًا كبيرًا للعراق.

وما كانت الثورات التي قامت لدحر الاستعمار في البلدان العربية والإمامة في اليمن لتنجح لولا توحد الجهود والأهداف.

في القادسية الثالثة التي يخوضها اليوم الشعب اليمني ضد المشروع الفارسي الرافضي الإيراني لن ننتصر إلا بتوحيد الجهود، ويعمل القائد طارق صالح ويبذل جهدًا ومالًا في سبيل توحيد الصف الوطني، والالتفاف حول هدف واحد هو تحرير العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى من قبضة الحوثيين، والقضاء على المشروع الإيراني، واستعادة الدولة والمؤسسات.

يلتقي بالعلماء والدعاة والسياسيين والعسكريين والمدنيين والاعلاميين، يشاورهم ويستمع إليهم ويدعوهم.