صحيفة 17يوليو/ كتب/محمد يحيى الفقيه
في مناسبة وطنية خالدة شهدت اليمن بتاريخ 17 يوليو لحظة فارقة في مسارها السياسي حين تولى الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في العام 1978 وسط ظروف بالغة التعقيد والتحديات وقد استعاد القائد الوطني نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام السفير أحمد علي عبدالله صالح في خطابه الأخير تلك الذكرى المجيدة بمضامين عالية الدلالة حملت في طيّاتها الوفاء وتجديد العهد واستحضار معاني الصمود والبناء
جاء خطاب أحمد علي بمثابة وثيقة تاريخية وسياسية أعادت للأذهان تفاصيل المرحلة التي سبقت تولي الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح للحكم حيث كانت البلاد تعاني من الفوضى والاغتيالات والصراعات وتكاد تغرق في الفراغ وفي هذه اللحظة الحرجة تقدم الزعيم الشهيد إلى واجهة المشهد متسلحًا بإرادة وطنية ومسؤولية تاريخية واضعًا نصب عينيه مشروع الدولة اليمنية الحديثة
لم يكن استذكار أحمد علي لإنجازات الزعيم الشهيد تكرارًا لما يعرفه الناس بل كان تأكيدًا على أن تلك الإنجازات ما زالت تمثل الركيزة التي يتطلع إليها اليمنيون في حاضرهم ومستقبلهم فقد أسس الزعيم المؤتمر الشعبي العام كإطار وطني جامع وحقق الوحدة اليمنية وواجه التحديات الإقليمية والدولية بالحكمة والشجاعة وانتصر للحق اليمني في قضايا الحدود واستخرج الثروات الطبيعية وبنى شبكة واسعة من البنية التحتية وفرض النظام والقانون
كما رسّخ مفاهيم الحوار والديمقراطية وأفسح المجال للتعددية السياسية والانتخابات التنافسية وحرية الرأي في إطار القانون ليكون بذلك مؤسسًا لمرحلة غير مسبوقة في تاريخ اليمن الحديث
في خطابه لم يكتف القائد أحمد علي بالاستذكار بل قدّم موقفًا وطنيًا حازمًا في هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها اليمن حين جدد العهد بالسير على درب الزعيم والتمسك بثوابته ومبادئه وقيمه والتأكيد على أن استعادة الدولة اليمنية وكرامة الإنسان اليمني وتحقيق الحرية والسيادة والبناء ستظل الهدف الأسمى الذي لن تحيد عنه القوى الجمهورية والمؤتمرية
لقد بدا الخطاب نابعًا من وجدان قائد يحمل ذاكرة وطنية مشبعة بالإيمان بالمستقبل والرغبة الصادقة في إنقاذ ما تبقى من الدولة التي بُنيت بتضحيات عظيمة من جميع اليمنيين
وكان لافتًا في الخطاب أيضًا تلك الروح الوفية لكل شهداء اليمن الأبرار الذين قدّموا أرواحهم دفاعًا عن الجمهورية والكرامة وفي مقدمتهم الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح فالمعركة اليوم كما عبر عنها القائد أحمد علي هي معركة وعي وإصرار تتطلب من الأوفياء أن يكونوا على قدر المسؤولية أوفياء للتاريخ ولتضحيات من سبقوهم
و في زمن القحط السياسي والانهيار العام يبرز خطاب أحمد علي عبدالله صالح كرسالة أمل وكلمة شجاعة وصوت جمهوري عاقل يُذكّر الجميع بأن هذا الوطن له رجال لا ينسحبون وقضية لا تموت وتاريخ لا يُمحى لمجرد الحقد لأشخاص
إنها دعوة صريحة لاستعادة روح الزعيم ومشروع الدولة وكرامة اليمني بعيدًا عن مشاريع التفتيت والارتهان
رحم الله الزعيم الشهيد ورفاقه وكل الشهداء الأبرار
والسلام على اليمن أرضًا وشعبًا وهوية