كتابات وآراء


الأحد - 11 مايو 2025 - الساعة 01:37 ص

كُتب بواسطة : محمد حيدرة - ارشيف الكاتب


في أحد المقاهي الشعبية، يجلس جعبل وصالح يحتسيان الشاي، لكن حرارة المشروب لا تضاهي سخونة الحوار الذي دار بينهما عن الألم الكامن بين فساد الواقع وعجز الكلمة..

جعبل (بغضب واضح):

يا صالح إلى متى نظل صامتين؟ الوضع أصبح لا يطاق، الأسعار تحلق بلا سقف والفساد ينهش كل زاوية والناس أنهكها التعب..

صالح (يضحك)

اهدأ يا جعبل ايش فيك؟

الدنيا ما تخلو من المشاكل وكل بلد فيها غلاء وكل حكومة عندها قصور خلك واقعي!

جعبل (بحدة)

كيف خليك واقعي؟

أنا أعيش الواقع كل يوم أوقف قدام البقالة أحسب حساب رغيف الخبز أشوف الناس تنهان بالمستشفيات وعيالنا يدرسون في مدارس متهالكة وتقولي خلك واقعي؟!

صالح (ببرود)

يا أخي الدولار ارتفع وطبيعي ترتفع الأسعار والتاجر مجبور يرفع ما بيده حيلة.

جعبل (ساخرًا)

طيب وإذا نزل الدولار؟

هل ينزل السعر !!!طبعًا لا ليش؟

لأنه ما في رقابة والمسؤول مشغول بالاستعراض وبترتيب صورته .. مش بترتيب حال الناس.

صالح ( يبرر)

بس في مشاريع وفي طرق وفي تطوير، يا جعبل خلنا من السلبية وخل المسؤول يشتغل.

جعبل (بغصة):

يا صالح، ما عاد تنفع الشعارات الشعب ضايع والكلمة ماتت والمثقف صامت أو منفي والحقيقة صار اللي ينطقها يتهمونه بـ"تهديد الأمن".

صالح ( لازال يحاول التبرير)

كل شيء بالتدريج ولازم نصبر الأمور إن شاء الله بتتعدل.

جعبل (بحزم)

إحنا مش ضد الدولة إحنا ضد اللي خربوها والساكت عن الحق شريك في الجريمة ولا تبرر الخراب ياصالح ولا تصفق للفساد لأن الجيعان ما بيظل ساكت!!!!!

صالح (ينظر بتوتر)

أنت كذا تحرض يا جعبل!...

جعبل (بصوت ثابت)

لا… أنا أصرخ وأصرخ من وجع لا يُروى واللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد.

وينتهي النقاش بين جعبل وصالح!!

صالح يبقى ساكت .. بينما جعبل يشرب قهوته بمرارة ويشعر أن الوضع ما يتغير بسهولة.