كتابات وآراء


الإثنين - 13 مارس 2023 - الساعة 09:10 م

كُتب بواسطة : نايف البكري - ارشيف الكاتب



كم يعتصر قلبي ألمًا على فراقك صديقي العزيز، وكم سيفقد الوطن رجل قانون من الطراز الرفيع الذي لا يُعوَّض، لم نعرفك إلا خدومًا ساعيًا في مضامير الخير، بشوشًا بهي الطلة، نزيهًا أبيض السيرة والمسيرة، كانت حياتك عامرة بشهادات الغريب والقريب بأن كنت رجلًا لا يُشق له غبار، أفنيت عمرك حاملًا مبدًا لا يتجزأ، حتى حانت النهاية ولم ترتضِ إلا أن يكون القانون فوق كل شيء.

يخيم على مدينة عدن خاصة والوطن عامة حزن كبير برحيل القامة القيِّمة، والشخصية القانونية البارزة، القاضي/ فهيم عبدالله الحضرمي، ومن تعرف على هذا الرجل سيعلم كم هي مؤلمة لحظة الوداع، ولقد ترافقنا في الحرب والسلم، عايشنا أيامًا متشابهة، خضنا التجارب المختلفة، ولم أجده إلا منحازًا للحق والحقيقة، مدافعًا عن العدل أين ما وُجِد، وضع الوطن نصب عينيه وقدَّمه على كل ما سواه وكان انحيازه للمقاومة والبناء والتنمية والقانون وللوطن لو لغيرها من المصالح الضيقة والمكتسبات الشخصية، حظي باحترام الجميع دون استثناء، نأى عن أي عداوة، كسب المختلفين، يده ممدودة لكل الاتجاهات، ولكن كلمته دائمًا ثابتة، وموقفه يجاور العدل.

رحيلك المفاجئ غرس في قلوبنا حزنًا لن يندمل، تركت خلفك إرثًا كبيرًا من السيرة المشرفة، ستظل منارًا للقضاء الحقيقي، ورمزًا وطنيًا نتداول ذكره، ستبكيك منابر القضاء، وستفتقدك ساحات المحاكم، وسيشتاقك كل مظلوم يبحث عن الإنصاف.

وداعًا صديقي وأخي ورفيق الدرب فهيم، وداعًا قاضي العدل، رحمك الله وأسكنك أعالي الجنان، ولن ننساك وعد العزيز للعزيز.