صحيفة 17يوليو/ كتب/أبو عمر اليافعي
في لحظات التحول الكبرى، حين يقف الجنوب على مفترق طرق، لا تقاس القيادة بالضجيج أو بالألقاب بل بالرؤية الواضحة، والعمق الفكري، والقدرة على قراءة المستقبل بعين الثقة والمسؤولية، وقطاع الصحة، الذي يمس حياة كل إنسان، لا يحتمل العشوائية أو السير وفق العادة، بل يحتاج إلى قيادة تشبه الدولة التي نحلم بها، قيادة تبني الإنسان قبل البنية، وتحول السياسات إلى حياة أفضل لكل مواطن.
في هذا السياق تبرز الدكتورة ريام البكري كحالة استثنائية، ليست مجرد شخصية مهنية، بل رمز للقيادة النسائية الرصينة التي أثبتت جدارتها في مسيرة خدمة المجلس الانتقالي الجنوبي، ودفع القطاع الصحي نحو أفق أكثر نضجاً واحترافية، حضورها لا يفرض نفسه بالصوت العالي، بل بجاذبية الفكر وهدوء الثقة ووضوح الهدف، كل حوار معها تجربة وكل مشروع تحت قيادتها ينبض بالحياة وكل قرار يصنع فارقاً حقيقياً.
ما يميز ريام ليس النقد وحده بل أناقة التشخيص وروعة التحليل وصدق التقدير لما هو قائم وما يجب تغييره، حديثها عن الصحة ليس شعارات عاطفية، بل مزيج من العلم والإدارة وإيمان راسخ بأن الإنسان هو مركز السياسات، لا مجرد هامش لها، هي قادرة على التفريق بين إدارة مرحلة طارئة وقيادة مشروع مؤسسي طويل الأمد، مع قدرة فريدة على تحويل التحديات إلى فرص للإصلاح والنمو المستدام.
ريام البكري ليست مجرد قيادية بل واحدة من النساء اللاتي خدمن الجنوب بصدق وإخلاص وأصبحن رموزاً للإبداع والإصلاح وايقونات للمرأة التي تحدث فرقاً بلا صخب، بقوة الفكر وجمال المنطق، حضورها يجمع بين الصرامة الإدارية والإنسانية الهادئة، بين الجرأة على التغيير والقدرة على الاستماع، بين الطموح الشخصي والوفاء للوطن.
في زمن يحتاج فيه الجنوب إلى العقول الإصلاحية والجرأة على مواجهة الخلل، والقيادات النسائية التي تضيف رؤية جديدة بلا خوف أو تردد، تأتي ريام لتقول بصمتها الخاص هذا هو المستقبل الذي نستحقه، وهذا هو الطريق نحو دولة مؤسسات وقوانين ومعرفة.
ومما لا شك فيه أن كل هذه الكفاءات والخبرة والرؤية تجعلها الأحق والأقدر على قيادة وزارة الصحة بامتياز، لتكون نموذجاً للقيادة المهنية التي توازن بين الحكمة والصرامة والإنسانية وتجعل من كل سياسة قراراً يلامس حياة الناس ويحفظ كرامتهم وصحتهم.
الحديث عنها ليس مجاملة، بل إشادة صادقة بفكرها، بأسلوبها، بعملها وبشخصيتها التي تلهِم كل من حولها، وتجعل من كل مشروع تجربة نجاح ملموسة، هي ليست مجرد اسم بل رمز لقيادة نسائية جنوبية متكاملة، تؤكد أن التغيير ممكن حين يمتلك القائد الكفاءة والرؤية والإصرار.
الدولة تبنى حين ترى القيادة أبعد من الأسماء، وحين تحضر ريام البكري تحضر الكفاءة والاحتراف والمستقبل نفسه، لتقود وزارة الصحة بامتياز نحو غد أفضل لكل مواطن في الجنوب.