صحيفة ١٧ يوليو الإخبارية/ كتب : عبود الحربي
يعرف الإعلام الحربي أوالعسكري بأنه أحد فروع الإعلام الشامل المتخصص بالشؤون العسكرية والأمنية للدول أثناء الحرب أوالسلم وتزداد الحاجة إليه خلال الحروب العسكرية المباشرة ويعد مفهوم الإعلام العسكري من المفاهيم والعلوم القديمة ألتي عرفها الإنسان وإستخدمها ولكن بطرق بدائية مختلفة من عصر إلى آخر سواءً عن طريق توثيق الأحداث السياسية والمعارك العسكرية من خلال النقش والتدوين على الأحجار أو الطين أو من خلال عمل الهياكل والتماثيل وهذا النوع من التوثيق عرف منذ زمن الحضارات اليمنية القديمة وهي الحضارات السبئية والقتبانية والحميرية وعرف أيضا في الحضارة الآشورية والفرعونية وبسبب هذا التوثيق وصلت إلينا الكثير من المعلومات التأريخية المفيدة، عن الأمم والحضارات الإنسانية القديمة،
وقبل حوالي 1800عام بدأ الإنسان عملية التوثيق على الجلود وأورق البردي وشكلت هذه العملية نقلة تأريخية متقدمة ومع ظهور الحضارة الإسلامية في المدينة المنورة تعزز دور الإعلام من خلال نزول الوحيين والدعوة إلى الله وبيان الأحكام الشرعية والحلال والحرام وإقامة الحدود وحشد الهمم والطاقات للجهاد في سبيل الله وذلك لأهداف إنسانية نبيلة تعزز من قيم الإنتماء والولاء وألتصدي للأعداء في الداخل والخارج وتعبئة الأمة التعبئة الصحيحة للدفاع عن الدين وعن الدولة الوليدة في قلب الجزيرة العربية ومع ظهور الثورة الصناعية في أوروبا ونشوب الحرب العالمية الأولى بتأريخ 28 يوليو عام 1914ظهر وبقوة مفهوم الإعلام الحربي أو العسكري من خلال قيام القوات المتحاربة بجلب الصحفيين إلى مناطق الحرب المشتعلة وتوثيق مشاهد الحرب العنيفة من خلال العديد من الوسائل الإعلامية المختلفة ونشر ذلك للجماهير وكانت الصحافة المقرؤءة والإذاعة والتلفزيون وسائل جديدة ولكنها إستطاعت إدارة الدعاية العسكرية والحربية بشكل جيد رغم حداثتها وبدائيتها آنذك
ومع مرور السنوات تطورت الوسائل الإعلامية بشكل غير مسبوق في التأريخ وتطورت معها مفاهيم الإعلام العسكري والإعلام بشكل عام حتى أصبحت في متناول اليد على مستوى العالم ؛
وللإعلام الحربي والعسكري بشكل عام أدوار بارزة ومهمة في إدارة الحرب الناعمة ضد العدو وذلك بطرق فتاكة لاتقل أهمية عن الحرب العسكرية المباشرة حيث يعتبر هذا النوع من الحروب غير المباشرة ذو تأثير قوي لكونها حرب نفسية وحرب تحطيم للمعنويات وحرب أفكار ومعتقدات وحرب دعائية بوسائل ثقافية وتكنولوجية سهلة غير مكلفة ومن تلك الأدوار التأثير الثقافي والفكري وصناعة رأي عام حول عددا من القضايا المثيرة والحساسة وكشف النوايا والأهداف الحقيقية للعدو وكذلك توعية المجتمع التوعية الشرعية والسياسية والتأريخية والإجتماعية الصحيحة بخطر الأفكار والمعتقدات الفاسدة ألتي تخالف الشرع والقانون والأعراف والأسلاف والعادات والتقاليد الحميدة وحماية للأمن الوطني من الغزو الفكري الذي أصبح البديل الأنسب للغزو العسكري المباشر من خلال الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي ألتي أصبحت الركيزة الأساسية للتواصل والتأثير على الأفراد والمجتمعات،
يبقى أن يدرك الإعلاميون وصناع المحتوى والناشطون العاملون ضمن صفوف القوات المسلحة على مواقع التواصل الإجتماعي أهمية الإستغلال الأمثل للتكنلوجية الحديثة في إدارة الحرب الناعمة إعلاميا وثقافيا والعمل على توصيل الرسالة الإعلامية بطرق سهلة وسلسة ومفهومة والتطرق إلى التأريخ الدموي الأسود للإمامية في اليمن من كافة النواحي السياسية والعقائدية والعرقية والإجتماعية وإبراز التأريخ المشرق للحضارات اليمنية القديمة والجهود الكبيرة للشعب اليمني في مقاومة الإمامة الكهنوتية منذ قدوم يحيى إبن الحسين الرسي سنة 284 هـ وحتى ظهورهم المذهبي والعسكري والسياسي الجديد عام 2004 وإعلان إنقلابهم على السلطات الشرعية وسيطرتهم على العاصمة صنعاء وعودة الإمامة الزيدية بنسختها الإيرانية في 21 سبتمبر 2014 ؛
كذلك يجب تسليط الأضواء على الإنجازات العسكرية والتضخيات الجسيمة والبطولات الكبيرة ألتي إجترحها أبطال القوات المسلحة في ميادين العزة والكرامة والشرف على إمتداد التراب الوطني وهم يواجهون المليشيا الإنقلابية الإرهابية الحوثية بكل شجاعة وإستبسال وتوثيق ذلك بالقلم والصوت والصورة ونشره على أوسع نطاق وعلى مختلف الوسائل الإعلامية والمنابر المسجدية والثقافية وإدارة الحرب الإعلامية بكل جدارة وإحترافية عالية وإلحاق الهزيمة المبكرة بالمليشيا الحوثية نفسيا ومعنويا وفكريا قبل الهزيمة العسكرية وقد قيل من يكسب معركة الإعلام يكسب الحسم في الميدان،.