صحيفة 17يوليو/ صالح حمد الدهمي
على مدى عامين من العمل الدؤوب، استطاع مكتب المقاومة الوطنية – فرع محافظة الجوف أن يعيد الزخم الوطني إلى ساحة المحافظة، ويكسر الجمود السياسي، ويبعث الأمل من جديد في لمّ الصف وتوحيد الكلمة، في محافظة ظلت لسنوات مسرحًا مفتوحًا لصراعات الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
منذ تأسيسه، انطلق المكتب بخطى واثقة نحو إعادة ترتيب الأولويات الوطنية في الجوف، فكان له قصب السبق في تحريك المياه الراكدة، من خلال عقد اللقاءات مع الأحزاب والمكونات السياسية، والاجتماع بقيادات السلطة المحلية ومدراء المديريات، وتنظيم زيارات ميدانية للقبائل، بهدف توسيع مساحة التفاهم وبناء أرضية مشتركة تسند المعركة الوطنية في وجه المشروع الكهنوتي الحوثي.
توحيد الصف وتفعيل الحضور السياسي
عمل المكتب بشكل واسع على ترسيخ مبدأ التوافق الوطني، وتجاوز الخلافات البينية التي كانت تعرقل مسار العمل المشترك بين مختلف المكونات. وكان لمبادرات المكتب الأثر البالغ في إعادة التلاحم بين أبناء المحافظة، وإحياء روح التعاون والتكامل بين القوى الوطنية، بما يخدم أهداف استعادة الدولة وبسط نفوذها على كامل تراب الجوف.
جهود إنسانية في ظل الحرب
لم يقتصر دور مكتب المقاومة الوطنية على الجانب السياسي، بل امتد إلى الجانب الإنساني، حيث نفذ خلال الفترة الماضية العديد من حملات الدعم والإغاثة، استجابةً للظروف القاسية التي تعيشها المحافظة بفعل الحرب والحصار الحوثي، وأسهم بشكل فعّال في التخفيف من معاناة الأهالي وتوفير الاحتياجات الأساسية في عدد من المديريات.
مبادرات لتجنيب المحافظة صراعات داخلية
وفي ظل التوتر القبلي الخطير القائم بين قبائل "ذو محمد" و"ذو حسين"، برزت جهود المقاومة الوطنية كرافعة للسلام الداخلي، حيث يواصل المكتب تواصله مع مشايخ وأعيان الطرفين، سعيًا لاحتواء الأزمة، ودرء الفتنة القبلية، ومنع الانزلاق نحو دوامة العنف، عبر الدعوة لتحكيم العقل، وتغليب لغة الحوار على صوت السلاح.
دعم وتأييد لتحالف قبائل دهم المرتقب
تتابع المقاومة الوطنية فرع محافظة الجوف، باهتمام بالغ، الترتيبات الجارية لإعلان تحالف قبائل دهم، وتهنئ كافة المشايخ والوجهاء والقيادات القبلية بهذه الخطوة المباركة، وتشُدّ على أيديهم في هذا المسعى الذي يُمثّل بارقة أمل لأبناء المحافظة.
ختامًا
لقد أثبت مكتب المقاومة الوطنية فرع محافظة الجوف، خلال العامين الماضيين، أنه ليس مجرد كيان تنظيمي تابع لقوة وطنية فاعلة، بل منبر جامع وفاعل سياسي ومجتمعي يعمل على تثبيت دعائم الدولة، وترسيخ قيم التعايش، واستنهاض القبائل والمكونات في وجه المشروع الحوثي التخريبي. وإن هذه التجربة الرائدة تمثل اليوم نموذجًا يُحتذى به في استعادة المبادرة الوطنية داخل المحافظات المحررة.