كتابات وآراء


الأحد - 27 سبتمبر 2020 - الساعة 11:11 م

كُتب بواسطة : نسيم البعيثي - ارشيف الكاتب


كإيقونة لحن باذخة بالدفئ ، كعبير ورد منتشي برذاذ المطر ، تحمله نسائم الصباح كقصيدة حب نسجت بخيوط أشعة شمس الحرية ، كمعشوق يزور عاشقه الذي ينتظر مجيئه في مواسم المطر ، تأتي ذكرى ثورة 26 سبتمبر من كل عام . هذه الذكرى الحاضرة في أذهان اليمنيين المحفورة في ذاكرتهم بحروف من نور ، لا تمحوها السنين ، ولا تطمسها الظلمة ، فرغم ظروف الحرب التي يعيشها اليمنيين والتي خلقها أحفاد الأئمة الذين تأتي هذه المناسبة كذكرى ليوم خلاصنا منهم ، إلا أنهم لايفوتون الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة ذكرى ثورة26 سبتمبر الخالدة التي خرج بها اليمنيين من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن الفقر وامراض سؤ التغذية إلى حياة كريمة ومؤسسات صحية وتنموية حفظت لهم حياتهم وآدميتهم.


ثورة 26 سبتمبر التي ضحى من أجل تحقيقها خيرة رجال اليمن وبذلوا في سبيل ذلك كل غال ونفيس ، فقتلوا ، وسجنوا ، وعذبوا ، وتحملوا المشقات استشهدوا في هذه الثورة ليوهبونا حياة بلا ذل ولا خوف ولا عنصرية
ضحوا بأنفسهم من أجل أن تشرق شمس الحرية التي حرمهم منها الحكم الامامي البائد
من أجل أن يلتحق أبناء اليمن بالمدارس فيعرفون معنى التعليم الذي لم يكن متوفراً أومقتصرا على أبناء آل حميد الدين ،من أجل أن يتعرف اليمني على العالم بدلاً من أن تكون معرفته الجغرافية مقتصرة على حدود قبيلته
من أجل إذابة العنصرية المقيته التي خلقها حكم الأئمة بين أبناء الشعب اليمني الواحد ، والرهين لإرادة ومشيئة السيد.


لذلك لاغرو إن زقزقت عصافير الحب وهبت نسائم الحرية في صباح كل يوم من هذه الذكرى المجيدة من كل عام ،والتهبت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالتهاني ، وساد شعار هذه المناسبة كل وسائل الاعلام .
فما رأيته يوم أمس من مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة ، أشعرني بأن هذه الثورة مازالت متوقده في أفئدة اليمنيين لن تخبوا ولن تنطفئ ولن تموت إلى أبد الدهر.
إنه يوم تحقيق الحلم اليمني بالحرية والكرامة والشموخ . أو كما وصفه الشهيد البطل محمد محمود الزبيري رحمة الله تغشاه بقوله :

يوم من الدهر لم تصنع أشعته
شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا

قد كونته ألوف من جماجمنا
وجمّعته قرون من مآسينا

58 عام من عمر الجمهورية حققت اليمن فيها نهظة نوعية ، تألق فيها اليمنيين ، وانفتحوا على شعوب العالم ، فبنيت المستشفيات والمدارس والجامعات ، وامتلأت اليمن بالاطباء والمهندسين والمفكرين والأكاديميين . وبسواعد أبنائها قضينا على كل مظاهر التخلف بروح المناضل اليمني الذي لايفتر .
58 عام استعدنا فيها كرامة اليمني وحريته واستقلاله ، وتحققت فيها الوحدة الوطنية لتكتمل القصيدة السبتمبرية الخالدة ، ويصدح الوطن بأناشيد العزة والشموخ ، مخلفين ورائنا تاريخ الإمامة البائد بظلمه وظلامه ، ومقسمين أن لانقبله مرة أخرى أو نسمح به بأي صورة من الصور.

وما الحرب التي نخوضها ضد الانقلاب الحوثي الإمامي والتضحيات الجسيمة التي نبذلها في سبيل الحفاظ على جمهوريتنا التي سطرها أبائنا بدمائهم الزكية إلا تبرئة لذلك القسم .

لن تعود الامامة ، ولن نسمح بالمتوردين العنصريين أن يحكمونا مرة أخرى ، ولن يحكم اليمن غير ابنائها الشرفاء
فكل عام وأنا وأنتم أيها السبتمبريين بخير
وتبقى الجمهورية اليمنية