أراء ومقالات

السبت - 04 أكتوبر 2025 - الساعة 05:44 ص بتوقيت اليمن ،،،

صحيفة 17يوليو/ كتب/محمد حيدرة

يشهد ميناء عدن واحدة من أعقد الأزمات الاقتصادية والإدارية في تاريخه الحديث نتيجة تفشي ((الجبايات)) غير الرسمية التي تُفرض على التجار والمستوردين تحت مسميات متعددة هذه الجبايات لا تستند إلى أي إطار قانوني أو تنظيمي هذه الجبايات أصبحت كابوساً يخنق النشاط التجاري ويهدد بقاء الميناء كمركز تجاري مهم في المنطقة.
هذه الجبايات العشوائية المفروضة على الطرق المؤدية منه وإليه تُنهك الدولة والتاجر والمواطن معاً فهي تُضعف الإيرادات الرسمية وتفقد المستثمرين ثقتهم في النظام الاقتصادي وتدفع الكثير من الشركات إلى تحويل أنشطتها نحو الموانئ المجاورة مثل جيبوتي وصلالة وغيرها من الموانئ المجاوره وفي النهاية يدفع المواطن وحده ثمن هذه الفوضى إذ ترتفع الأسعار بشكل متواصل نتيجة تحميل التاجر لكل تلك التكاليف على السلع.
طبعا يبرر البعض هذه الجبايات بأنها "تابعة للسلطة المحلية" لكن إن كان الأمر كذلك فلتكن رسمية وواضحة وبمبالغ ((((معقولة)))) لا أن تتحول إلى وسيلة استنزاف ففرض رسوم تتراوح بين 400 إلى مليون ريال واكثر على الحاوية أو الشاحنة الواحدة استفزاز للمواطن واستنزاف للاقتصاد لأن التاجر لن يتحمل الخسارة بل سينقلها مباشرة إلى المستهلك الذي يعيش أصلاً تحت وطأة الغلاء والظروف الصعبة.
إن ما يحصل اليوم ليس سوى تدمير ممنهج لما تبقى من مؤسسات الدولة وتحويل العمل التجاري إلى بيئة طاردة ..
وإن وقف هذه الجبايات ليس مطلباً سياسياً أو شخصياً بل ضرورة وطنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اقتصاد البلاد واعادة الثقة في ميناء عدن كمصدر للحياة والتجارة لا كمصدر للألم والمعاناة.
*مناشدة*
إلى كل مسؤول غيور على الوطن واقتصاده، نوجه هذه المناشدة باسم المواطن البسيط وباسم ميناء عدن الذي كان يوماً شريان الحياة التجارية لليمن قبل أن تضعفه الجبايات غير الرسمية وتغرقه في فوضى مالية وإدارية تهدد مستقبله ودوره الحيوي.
اللهم احفظ هذا الوطن من عبث العابثين ورد للمواطن حقه وكرامته وللدولة هيبتها قبل أن تضيع تماماً.