صحيفة ١٧ يوليو الإخبارية/ كتب : محمد يحيى الفقيه
في واحدة من أكثر المشاهد السياسية سقوطًا خرج عبده الجند في مقابلة متلفزة الليلة على قناة “الهوية” الحوثية وهو يُقدَّم بصفته “المتحدث باسم المؤتمر الشعبي العام” بينما بدا طيلة اللقاء وكأنه المتحدث الرسمي باسم الكاهن عبد الملك الحوثي وجماعته العنصرية الأرهابية التي دمرت اليمن
فما الذي قاله هذا الناهق قال: “سنكون عند حسن ظن السيد عبد الملك الحوثي قائد الثورة الذي لا يُظلم أحد في عهده” وكأنّه يتحدث عن نبي أو إمام عادل وليس عن قائد مليشيا أرهابية أدخلت اليمن في أسوأ حرب شهدها تاريخه المعاصر وامتهنت الكرامة وسفكت الدماء ونهبت قوت الفقراء وزجّت بالآلاف في السجون
وقال: “إن الله اصطفى السيد عبد الملك الحوثي”! وكأننا أمام دعوة إمامية جديدة تعيد اليمن إلى عصور الوصاية السلالية العنصرية التي ثار عليها اليمنيون في 26 سبتمبر ودفعوا دماءهم مهراً للحرية
وقال: “السيد شجاع واجه أمريكا وإسرائيل وعنده قدرة على الخطابة وكسب محبة الناس”! يا للعجب! وهل الشجاعة تُقاس بخطابات الارهاب من مخبأ مظلم تُصفّق لها عصابات القتل بينما الشعب يئن تحت القمع والفقر والاختطاف؟
وقال: “أهدافنا مستمدة من القرآن وسنقاتل مع السيد”! أي قرآن هذا الذي يُستخدم لتبرير القتل والتعذيب والتفجير وتكريس العنصرية و”الولاية” و”السيد”؟ أليس هذا هو منطق داعش والقاعدة لكن بنسخة عمامة كهنوتية مستوردة من ضاحية من ضواحي طهران؟
ثم زاد الطين بلّة بقوله للمؤتمريين: “انتبهوا فإن الشعب يراقبكم”! ناسيًا أن الشعب يراقبه هو وكل المتحوثين والمتسلقين ممن خانوا مبادئ المؤتمر وميراث الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح الذي استشهد وهو يقاتل هذه العصابة ورفض أن يخضع أو يبيع الوطن بثمن بخس كما فعل عبده الجندي وأمثاله
ولم يتوقف عند هذا الحد بل تفوّه بكذب فاضح حين قال: “إن الشعب كان يخرج في عهد عفاش بالمال والآن يخرج بالملايين حبًا في السيد”! أي جهل هذا؟ وأي تزوير للواقع؟ هل نسي أنّ من يخرج في مسيرات الحوثي هم تحت التهديد أو مقابل كيس دقيق أو في طوابير إجبارية لشراء الغاز من عقال الحارات وممن يهددونهم بوظائفهم في المدارس وبقية مفاصل الدولة ؟ أما في عهد الزعيم فكانت الجماهير تخرج طوعًا ووفاءً تحت رايات الجمهورية لا بيارق الولاية والعبودية الذي يعيشها هو
أمام هذا المشهد المهين لا بد من قول الحقيقة:
عبده الجندي من احزاب التحالف الوطني و لم يعد يمثل المؤتمر ولا يمت إلى إرثه النضالي بشيء بل بات أحد الأصوات المتحوثة التي تبرر للقتل وتسوّق للكهنوت وتلمّع صورة سيدٍ ظالم يعيث في الأرض الفساد مثلة مثل حازب وغيرهم نكبة اليمن الحقيقية ليست فقط في مليشيا طائفية انقلبت على الدولة بل في أولئك الذين ادّعوا الوطنية وهم عبيد مصالح وادّعوا الدفاع عن المؤتمر وهم طابور خامس يعمل لصالح السلالة الحوثية الكهنوتية الأرهابية
وسيبقى الشعب اليمني يلعن هذه الوجوه المتلونة حتى يأتي اليوم الذي تُطهّر فيه البلاد من الكهنوت وأتباعه ويُحاسب فيه كل من خان وساهم في تدمير اليمن ومؤسساته ومبادئ ثوراته