كتابات وآراء


الأربعاء - 24 أبريل 2024 - الساعة 11:20 م

كُتب بواسطة : مدين مقباس - ارشيف الكاتب


يمثل يوم 24 أبريل حدثاً تاريخياً في حضرموت خاصة والوطن عامة لما تحمل هذه الذكرى من دلالات ومعاني وطنية عظيمة للملحمة البطولية التي اجترحتها النخبة الحضرمية والمقاومة، بقيادة اللواء الركن فرح سالمين البحسني، وبإسناد ودعم ومشاركة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
إن هذه الملحمة البطولية النادرة الذي خط أبطالها بدمائهم الطاهرة حروفاً مضيئة في صفحات الحرب على الإرهاب، تستحق أن تدرس تفاصيلها في مناهج المدارس والكليات العسكرية والشرطوية ليستلهم منها الأجيال القادمة الدروس والعبر ومعاني التضحية لأجل الوطن..
قد يتسأل القارئ لماذا انتصرت حضرموت في حربها على الإرهاب وأصبحت معركة 24 أبريل يوماً وطنياً خالداً لنصراً مكتملاً.
يظل أي نصر عسكري لأي معركة نصراً مبتوراً وغير مكتمل إذا لم يلحقه تنفيذ المهام اللاحقة للحفاظ عليه وابراز قيمته السياسية، وتغيير الوضع والواقع إلى الأفضل، فالحفاظ على النصر تعد مهمة أهم من تحقيق النصر نفسه والقضاء على العوامل والآثار المترتبة عن سقوط أو تسليم المكلا ومدن ساحل حضرموت لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي،
فما تميزت به 24 ابريل 2016م هو تنفيذ أهدافها بكل شجاعة واقتدار وتنظيم، بدءاً بتحرير المكلا ومدن الساحل، مروراً بمرحلة استعادة الأمن والأمان والخدمات وبناء مؤسسات حديثة مثل كلية الشرطة والمدرسة القتالية والمؤسسات التوعوية والإعلامية والإرشادية للقضاء على العوامل والآثار المترتبة عن سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي، ومحاربة الأفكار المتطرفة المدمرة للمجتمع وتحصين المجتمع والشباب من الوقوع تحت تأثير التنظيمات المتطرفة، وإفشال أي محاولات للعودة لاختراق المجتمع أو استمالة الشباب إلى صفوفها والتوغل في المجتمع كما حصل في أبين.
من حق أبناء حضرموت الفخر والاعتزاز بهذا التاريخ المشرق والنصر المتجدد في الحرب على الإرهاب، وجعله يومياً استثنائياً ووطنياً والتفاخر به بين الأمم، لأنهم صنعوا ما أخفق في صناعته الآخرون.