كتابات وآراء


الأربعاء - 03 مايو 2023 - الساعة 07:46 م

كُتب بواسطة : معاذ نصر محفوظ - ارشيف الكاتب


أطلعت مؤخراً على تقرير نشره المركز اليمني للسياسات في موقعه الرسمي تحت عنوان " كيف تفشل الأطر الإنسانية وأطر السلام في الاستجابة بشكل منهج للعنف القائم على النوع الاجتماعي في اليمن".

تطرق التقرير إلى أكثر الأزمات الإنسانية خطورة في اليمن وأثارها الوخيمة الناجمة عن الحرب التي تشهدها منذ سنوات بين الأطراف المتصارعة على السلطة ، وفي مقدمة تلك الأزمات الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها النساء والفتيات في مختلف مجالات الحياة.

من المعروف إن النساء في اليمن تعاني من أشكال متعددة من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتتفاقم هذه الأشكال بشكل كبير بسبب الحالة السياسية والأمنية المضطربة في البلاد.

وتعتبر جرائم الشرف أحد أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي الأكثر شيوعًا في اليمن، حيث يتم قتل النساء بسبب انتهاكهم للقواعد والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها في المجتمع.

العنف الجنسي هو شكل آخر من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ويتضمن الاغتصاب والتحرش الجنسي والاستغلال الجنسي..حيث يتم استخدام العنف الجنسي بشكل واسع ضد النساء في اليمن، ويتم تبرير هذا العنف بشكل غالبًا باعتبار النساء "غير محتشمات" أو "مذنبات".

يعاني النساء في اليمن أيضًا من الزواج المبكر والقسري، ويتضمن هذا الشكل من العنف إجبار النساء على الزواج في سن مبكرة قبل أن يكتمل نموهن الجسدي والنفسي وتحميلهن مسؤولة تتجاوز قدراتهن وإمكانياتهن.

كما يتم استخدام العنف الاقتصادي ضد النساء في اليمن، ويتضمن ذلك حرمانهن من حقوقهن في مقدمتها حق الميراث.

فقد تعرَّضت النساء للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي بصورة كبيرة، وتعرَّضت الفتيات لتجنيد الفتيان في النزاعات المسلحة وتمنيعهن عن الحصول على التعليم الضروري للرفع من مستوى وعيهن.

ومع ذلك، لا يزال هناك بعض الجهود التي تبذل لتخفيف معاناة النساء والفتيات في اليمن وإن كانت بصورة غير كافية تسودها التقصير.

فقد قامت بعض المنظمات الإنسانية بتوفير المساعدات الغذائية والطبية والمأوى للمتضررين، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والفتيات اللواتي تعرَّضن للعنف.

وعمِلت بعض المنظمات على توفير فرص التعليم والتدريب للفتيات، وتشجيع العائلات على السماح للفتيات بالدراسة والحصول على فرص عمل.

ومن المهم أن تواصل المنظمات الإنسانية والدولية العمل على تحسين الوضع الإنساني في اليمن، وتوفير المساعدات اللازمة للنساء والفتيات المتضررات وتكثيف جهودها في هذا الإطار.

كما يتعين على الأطراف المتصارعة في اليمن العمل على إيجاد حل سياسي للنزاع، وتحسين الوضع الاقتصادي والإنساني في البلاد، وضمان حماية حقوق النساء في شتى مجالات الحياة وصيانتها.

يجب على الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي العمل معًا للحد من جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي في اليمن. يجب تعزيز إنفاذ القانون وتعزيز الحماية الاجتماعية للنساء وتوفير الدعم اللازم للضحايا.

كما يجب العمل على تغيير الثقافة والممارسات الاجتماعية التي تؤدي إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي وتعزيز حقوق النساء في اليمن.