صحيفة ١٧ يوليو الإخبارية/ خاص
تصاعدت خلال الساعات الماضية مؤشرات التحشيد العسكري الذي تقوم به جماعة الحوثي في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، حيث كثّفت الجماعة عمليات التعبئة واستدعاء مشايخ القبائل والمقاتلين، استعداداً لمحاولة اجتياح الجنوب مرة أخرى تحت دعاوى “الدفاع عن الوحدة اليمنية” بعد التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة.
وتشير مصادر ميدانية إلى أن الحوثيين أطلقوا موجة واسعة من التحركات في عدة جبهات ، في وقت تُظهر فيه تصريحات قيادات الجماعة رغبة واضحة في استعادة المناطق التي انتزعتها القوات المسلحة الجنوبية مؤخراً، وفي مقدمتها وادي حضرموت والمهرة، اللتين باتتا بالكامل تحت سيطرة القوات الجنوبية.
ويأتي ذلك في وقت ترتفع فيه المطالب الشعبية الجنوبية الموجهة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي لاتخاذ خطوة تاريخية تتمثل في إعلان الاستقلال الثاني واستعادة دولة الجنوب العربي، خصوصاً بعد ما اعتبره مواطنون “نقطة تحول” بسيطرة القوات الجنوبية على المناطق الاستراتيجية شرق البلاد.
وبالتزامن، أعلنت القوات المسلحة الجنوبية رفع جاهزيتها القتالية إلى الدرجة القصوى للتعامل مع أي طارئ، في ظل التحركات العسكرية الحوثية ومحاولات إعادة التوغل في أراضي الجنوب.
وتسود حالة من الترقب في المشهد العام، مع تزايد الحراك الشعبي الداعم لخطوات الانتقالي نحو تثبيت مشروع الاستقلال، مقابل تصعيد عسكري متصاعد من قبل الحوثيين.
ويرى مراقبون أن الوضع مرشح لمزيد من التصعيد، في ظل استمرار الحشد الحوثي من جهة، واتساع رقعة التأييد الشعبي الجنوبي لمشروع الاستقلال من جهة أخرى، ما يجعل أي عملية عسكرية محتملة محفوفة بتغيّرات سياسية وميدانية قد تعيد تشكيل المشهد اليمني بأكمله.
وتبقى الأنظار متجهة نحو الخطوة القادمة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وسط موجة ضغط شعبي غير مسبوقة للمضي نحو إعلان الاستقلال وترسيخ واقع جديد على الأرض.