اخبار وتقارير

الثلاثاء - 29 ديسمبر 2020 - الساعة 10:55 م بتوقيت اليمن ،،،

١٧ يوليو الإخبارية/تقرير / محمد مرشد عقابي

تصاعدت في الآونة الأخيرة الأعمال العدائية الحوثية بحق الهوية الإنسانية والثقافية للمجتمع اليمني إلى أعلى مستوياتها، إذ تحول عداء الفكر لدى هذه المليشيات إلى انتقام على الأرض، تفضح ذلك عمليات الإقتحام والتفجير والحرق التي طالت الإنسان والمعالم الحضارية والمكتبات الثقافية والعلمية المختلفة.

وانقلبت مليشيا الحوثي على الدولة ومؤسساتها في اليمن بقوة السلاح وبدعم إيراني متطرف على البلاد في شهر سبتمبر "أيلول" من العام 2014م، وانتقمت من كل من يخالفها وفق سياسة قذرة هي نهج التخلص من كل ما يعارض أفكارها وتوجهاتها المتطرفة إنساناً وثقافة ومجتمعاً، كما تعمدت المليشيا الإرهابية إحراق وتفجير كل ما له صلة بثقافة المجتمع وهويته التأريخية والدينية والحضارية، وفي الـ 20 من ديسمبر "كانون الأول" الجاري، قامت مليشيا الحوثي بإحراق مكتبة في محافظة حجة شمال غرب البلاد، بعد مصادرة مئات الكتب منها وهي المكتبة التي تضم وتحوي عدداً كبيرًا من أمهات الكتب في التفسير والفقه والحديث ومختلف مجالات العلوم الفقهية والدينية والعلمية والثقافية.

وذكرت مصادر مطلعة بان هذه المكتبة تعرضت قبل الحرق لهجوم مسلح من قبل المليشيا الحوثية التي صادرت ما فيها من كتب قيمه، وأحرقت الآلاف من المجلدات الثمينة والإرث العلمي والثقافي المتوارث في رفوفها منذ مئات السنين، كما دأبت المليشيات منذ قرابة ست سنوات على الاعتداء على الآثار والمعالم الحضارية والمؤسسات الثقافية في محاولة منها لطمس الهوية التأريخية باستخدام وسائل التفجير والحرق والمصادرة.

وطبقاً لوسائل إعلام، أقدمت مليشيا الحوثي طوال السنوات الماضية على حرق ونهب 25 مكتبة يمنية، بعضها عامة وأخرى خاصة موزعة على 18 انتهاكاً طال المكتبات حرقاً، وانتهاكين اثنين نهباً لبعض محتوياتها، وخمس انتهاكات مصادرة بالكامل من قبل ما يسمى "مشرفين"، وبحسب المصادر الإعلامية فإن تلك الإنتهاكات توزعت في 7 محافظات، منها 10 في العاصمة صنعاء، و 3 في ذمار و 2 في تعز و 2 في الحديدة، فيما شهدت محافظات البيضاء وعمران وحجة انتهاكاً واحداً في كلاً منهما.

ويؤكد الكاتب والمحلل اليمني "محمد جميح" إن ‏عملية إحراق مليشيا الحوثي لكتب مخالفيها تعتبر من الحملات التي تندرج تحت مسمى استهداف كتب "الوهابية"، لأفتاً الى ان لحوثي هو نسخة طبق الأصل من داعش، غير أن داعش مرضي عنه دولياً، مادام إرهابه لا يتعدى اليمنيين إلى الزعماء الدوليين للحرب على الإرهاب، في المقابل اعتبر ناشطون ما أقدمت عليه مليشيا الحوثي من حرب تدميرية شعواء ضد الإرث العلمي والثقافي في اليمن بالأفعال الشبيهه لما قام بها النازيين في ألمانيا، مدللين بان هذه الجرائم تشبه جريمة "هولوكوست" التي نفذها النازيين في مايو 1933م وأحرقوا من خلالها آلاف الكتب أمام أعين السكان بذريعة التصدي للروح غير الألمانية، حينها وصفت صحف العالم هذه الجريمة بـ"هولوكوست الكتب"، واليوم يمارس الحوثيون نفس الجريمة حيث يحرقون كتب السنة في حجة وذمار وغيرها تكريساً لسياسة التمييز الفئوي والعنصري الذي يمارسوه بحق ابناء الشعب اليمني.

من جانب آخر، أختطفت مليشيا الحوثي يوم أمس شاباً من منزله بمدينة إب الواقعة وسط اليمن، بسبب حديثه عن الإنتهاكات التي تمارسها عناصر المليشيا بحق اليمنيين، وآخرها جريمة قتل امرأة تدعى "ختام العشاري" في مديرية العدين، وقالت مصادر محلية لوسائل الإعلام، ان مليشيا الحوثي داهمت منزل الشاب "مختار عبد الله قاسم المجيدي" في وقت متأخر من مساء أمس الأثنين وقاموا باختطافه واقتياده إلى جهة مجهولة، مشيرة الى ان الشباب "المجيدي" لم يرتكب أي جرم سوى انتقاده الشفوي للإنتهاكات التي تقوم لها المليشيات الحوثية ضد المواطنين العزل.

وكانت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران قد ارتكبت الأسبوع الماضي جريمة شنعاء حين داهمت منزلأً في مديرية العدين، بحجة ملاحقة أحد المتهمين بالسرقة حسب زعمها، وقامت فجراً بإقتحام المنزل وترويع من كان بداخله دون إذن من النيابة وإطلاق النار ما أدى إلى مقتل زوجة الشخص المطلوب أمام اطفالها، وأثارت هذه الجريمة ردود أفعال واسعة، حيث استنكر الناشطون هذه الجريمة مطالبين بتقديم مرتكبيها الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، وفي حالات مشابهه يقبع الآلاف من اليمنيين في سجون مليشيا الحوثي والتي تقوم بأخذهم من منازلهم ومقار أعمالهم ومقايضتهم بعناصرها الذين يتم أسرهم في الجبهات بحسب تأكيدات الكثير من المصادر.

وفي حادثة أخرى، تهجم وزير في حكومة مليشيا الحوثي غير المعترف بها دولياً، على موظفات في وزارته على خلفية مطالبتهن بمستحقات عن أعمال قمن بها، في وقت استلم أكثر من خمسة ملايين ريال حسب ما كشفته مصادر موثوقة أمس الإثنين، وذكرت المصادر أن المدعو "أحمد العليي" المعين من قبل المليشيات قائماً بأعمال وزير السياحة، قام بالتهجم والشتم والكلام البذيء على موظفات بديوان عام الوزارة لمجرد أنهن طالبن بصرف مستحقات لهن مقابل أعمالهن.

وأكدت المصادر بان "العليي" حاول الاعتداء على الموظفات بالضرب والإهانة لولا تدخل موظفين كانوا متواجدين وقفوا حائلاً بينه وبينهن، مشيرة الى ان الموظفات طالبن بحقوقهن إثر علمهن باستلام المسؤول الحوثي أربعة ملايين ريال من مجلس الترويج السياحي ومليون ومئتي ألف من وزارة مالية المليشيا بمسمى إقامة مهرجان سياحي بمحافظة المحويت، وأوقفت المليشيا الموالية لإيران مرتبات موظفي الدولة في اليمن منذ ما يزيد على أربعة أعوام.

من جهة ثانية، بدأت مليشيا الحوثي مؤخراً في تحويل معلب نادي رياضي في مديرية القفر بمحافظة إب إلى مقبرة خاصة بقتلاها، ولفتت مصادر محلية لوكالة خبر الى ان القيادي المدعو "سليم القحيف" المكنى بـ"أبو الحسن" المعين من قبل المليشيات مديراً عاماً لمديرية القفر، أصدر توجيهات بتحويل ملعب نادي "شباب القفر" إلى مقبرة "روضة" خاصة بقتلى الجماعة، وذكرت المصادر بان المليشيا قامت أمس بدفن أول قتيل سقط من صفوفها في أرضية الملعب الرياضي بناءً على توجيهات القيادي الحوثي المدعو "القحيف"، وعبرت الجماهير الرياضية عن السخط والإستياء والتذمر والإستنكار الشديد لتحويل المليشيات لأرضية ملعب نادي شباب القفر إلى مقبرة لقتلاها في حين توجد مقبرتان كبيرتان وواسعتان في نفس المنطقة بامكانهما إحتواء آلاف الجثامين.

وفي سياق مساعيها لطمس الهوية التعليمية، حولت مليشيا الحوثي عشرات المدارس في مناطق سيطرتها إلى ما يشبه الحسينيات من خلال إلصاق صور قتلاها واستخدام الأقمشة ذات اللون الأخضر على جدرانها وفي فصولها الدراسية، وأفادت مصادر تربوية متطابقة لوسائل الإعلام، أن المليشيا الحوثية حولت عشرات المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى معارض لصور قتلاها أغلبها في مدينة صنعاء والحديدة وذمار وإب وحجة والمحويت وصعدة وعمران.

المصادر أشارت الى ان المليشيات أحرمت آلاف الطلاب من التعليم في تلك المدارس، بعد أن حولتها إلى قاعات عرض في ما تطلق عليه "أسبوع الشهيد"، متسببة بإغلاق المدارس وانتشار مسلحيها في كافة مرافقها، مؤكدة بان المليشيا الحوثية في مدينة صنعاء، حولت عدداً من المدارس في السبعين والتحرير وفي شميلة إلى معارض لصور قتلاها، كما حولت مدرستي بلقيس وعذبان للبنات بمدينة الحديدة إلى معارض لصور قتلاها وفي محافظة ذمار حولت مدارس الشيماء والخنساء والزهراء وبلقيس للبنات إلى معارض لصور قتلاها، وبحسب المصادر فإن هذا النهج الحوثي يأتي امتداد لمسلسل توظيف العملية التعليمية لخدمة مشاريعها الطائفية، التي في مجملها تهدف إلى تدمير القطاع التعليمي وضرب القيم والثوابت التربوية وتغيير مسارهما بما يخدم توجهاتها الطائفية.