كتابات وآراء


الإثنين - 13 يوليه 2020 - الساعة 04:20 ص

كُتب بواسطة : الملازم محمد غشيم - ارشيف الكاتب


في ملحمة تأسيس وبناء الجيش الوطني التي بدأت في يونيو 2015 ، وتحديدا في منطقة العبر محافظة حضرموت، وضع عدد من القادة العسكريين، نصب أعينهم اعادة الاعتبار للجيش في اليمن، بالعمل الجاد على تأسيس وبناء وحداته وألويته مجددا على أسس وطنية خالصة، بعد أن مزقته الولاءات الفردية والمناطقية لعقود طويلة، ويراد له أن يخضع مجددا لولاءات مذهبية عبر الذراع الإيرانية في اليمن" الانقلابيين الحوثيين".

من بين هؤلاء القادة الذين استشعروا المسؤولية، تجاه الخطر الحوثي على مكاسب الجمهورية، وفي مقدمتها الجيش او القوة الدفاعية للبلاد، الفريق الركن محمد علي المقدشي، وزير الدفاع في حكومة معين عبدالملك.

ويحكي عسكريون، رافقوا المقدشي، في مراحل تأسيس النواة الأولى لوحدات الجيش الوطني، في مقر اللواء 23 ميكا بمنطقة العبر بحضرموت بداية النصف الثاني من العام 2015، عن الدور الكبير الذي بذله الرجل في وضع البيانات الأولى لتأسيس الجيش الوطني، ومعه والى جانبه قيادات عسكرية أخرى قدر لها الاستشهاد في مواقع الشرف والبطولة والنضال ضد المشروع الكهنوتي الحالم بالعودة الى حياة اليمنيين مجددا، امثال الشهيد العميد أحمد يحي الأبارة، والشهيد عبدالرب الشدادي.
لم يكن المقدشي، طامعا في منصب أو مال، او حتى سمعة وصيت، ومثله رفاقه الذين لا يكاد أن يتجاوز عددهم اصابع اليدين. لقد كان القاسم المشترك لهؤلاء هو انقاذ الوضعية المتمزقة والمتشرذمة للجيش في اليمن الجمهوري، والتي صارت في طبيعتها هدفا سهل المنال والانقضاض من قبل جحافل الكهنوت الامامي البغيض.

لكن الاقدار شاءت أن يكون للمقدشي دورا متزايدا في مهمة تأسيس وبناء وتطوير الجيش الوطني، وذلك بتسلمه وزارة الدفاع، والاشراف بشكل مباشر وعملي على كافة انشطة وفعاليات التخلق الجديد للمنظومة الدفاعية، وسط معركة مصيرية تخوضها ببسالة آلياتها وعتادها بشريا وماديا، ضد المشروع العنصري الهاشمي الذي يقوده ويحاول تكريسه في واقع اليمنيين الانقلاب الحوثي في صنعاء منذ سبتمبر 2014.
ولأن المقدشي، واحد من طلائع العسكريين المؤمنين بقداسة المصير الوطني الجمهوري والوحدوي لليمن، فإن إيمانه بأهمية البناء للقوة الدفاعية، وفق أسس ومعايير وطنية صرفة، سيكون مضاعفا. وبالتالي يمكن ملاحظة حيوية الرجل ومداومته على أن يكون بالقرب من وحدات الجيش وفي الخطوط والمواقع القتالية الأمامية منها. إنه من ذلك النوع من القيادات التي لا تهادن او تناور او ترواغ في القضايا او والثوابت الوطنية.

وفي كل ملاحم الانتصارات التي تتحقق على أيدي ابطال وحدات الجيش الوطني ضد عناصر المليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، يحرص الفريق المقدشي أن يكون حاضرا الى جانب الابطال، يشاركهم زهو الانتصارات، ويحثهم على المزيد من المرابطة والبأس في سبيل دحر المليشيات الانقلابية الحوثية، وانهاء اغتصابها بقوة السلاح لمؤسسات الدولة، وكسر شوكة إنقلابها الفاشل أمام الإرادة الصلبة للجيش وقوى المجتمع اليمني.

وكان ولايزال المقدشي هو صاحب الدور الأبرز في تحشيد الاستجابة القبلية والشعبية عموما الى جانب الجيش الوطني، فكان الاسناد القبلي للجيش واحد من صنائع الرجل، وشاهد أبرز على دوره الحيوي والمؤثر على صعيد تموضعات القبيلة ودورها في ملحمة النضال ضد مشروع الأذرع الإيرانية والدور الفارسي، وعصبوية الفتنة المذهبية في اليمن.

وسيكون من الإنصاف أيضا، التأكيد على التأثير الكبير للفريق المقدشي، في تفويت محاولات اقتناص المليشيات لفرص اختراق المناطق المعروفة بالتشدد القبلي واستقطاباتها على أسس مذهبية، وخصوصا في محافظة ذمار التي ينحدر منها الرجل ويملك تأثيرا واسعا في المشهد القبلي والمجتمعي العام هناك، الى جانب كونه شخصية معروفة بعلاقات جيدة وواسعة مع كثير من رموز القبائل وشخصيات المجتمع في مختلف أنحاء البلاد.