كتابات وآراء


الأحد - 01 نوفمبر 2020 - الساعة 01:21 م

كُتب بواسطة : د.سالم لعور - ارشيف الكاتب


بلغ السيل الزبى وطفح الكيل يا تحالف طعن الشرعية . . إذا حاولتم فرض ما تريدون على فخامة الرئيس هادي وما يريده قطاع واسع من أبناء الشعب اليمني فانتم الخاسرون في المقام الأول والأخير .
هل جئتمونا لدعم شرعية الرئيس هادي وتحرير اليمن من براثن الحوثيين ومشاريع إيران في اليمن أم جئتم لفرض وصايتكم وتحدي إرادة الشعب والرئيس هادي؟ .. 
ما تحمله منكم الرئيس هادي وشعبنا اليمني لن تتحمله جبال الكون ولا السموات والأرض لأنكم جئتم ليست لمحاربة الانقلابيين الحوثيين ولكنكم أتيتم لنصرتهم مثلما وقفتم معهم في عقود القرن الماضي باعتبارهم الأمامية وحاولتم إجهاض ثورة سبتمبر والنظام الجمهوري في ستينيات القرن الماضي .. أفعالكم تدل على أنكم جئتم لتمزيق النسيج الاجتماعي في اليمن شماله وجنوبه وتظنون ان ذلك يصب في مصلحتكم وبقاءكم وقتا أكثر وأنتم من حيث لا تدرون تعجلون بفنائكم القادم وما تحاولون فرضه اليوم على الرئيس هادي باستبعاد الوطنيين من أمثال وزير الداخلية المهندس الميسري خير دليل على ما أقول !!
المهندس الميسري لا يمثل شخصه في أبين وشبوة وحضرموت والمهرة بل وفي عدن ويافع والضالع وردفان ولحج واستبعاده من المشهد السياسي حاليا ومستقبلا سيكون له نتائج كارثية على شق النسيج الاجتماعي الجنوبي خاصة واليمني عامة لانه يعني نفور الملايين من الجنوبيين خاصة ليضافون إلى عشرات الملايين من الشماليين من توجه أهداف ومرامي تدخلكم كتحالف عربي صار عنوانه دعم خفي للانقلابيين وحرب واسعة النطاق ضد الشرعية وضد إرادة الجنوبيين ومجلسهم الانتقالي وضد إرادة الشعب اليمني بأكمله لأنكم باستبعاد الميسري تريدون وقوف الملايين ضد سياسة التحالف والشرعية والوقوف في صفوف من تسمونهم المتمردين الحوثيين وأنتم من يدعمهم ومن تسمونهم الأخوان وأنتم من يشرع لهم التمدد في الجنوب وترك الشمال للحوثي فهل الحرب على الحوثيين تستلزم توجيهها باتجاه المناطق الجنوبية التي تحررت عن بكرة أبيها في العام ٢٠١٥م.
إلى التحالف العربي لقد سئمنا منكم خنقتم أنفاس اليمنيين في الشمال والجنوب لن تدوم وصايتكم علينا ونحن ندرك جيدا خلط الأوراق في اليمن وانتم تمكنون الحوثيين أسيادكم من حكم اليمن شماله وجنوبه ولا تنسون أنكم الضحية القادمة فالأمامة لم يعد ولاؤها للملكة العربية السعودية كما كانت في منتصف القرن الماضي بل ان ولائها أصبح لإيران التي ستكسر عروشكم عما قريب .. اليمانيون يدركون جيدا أن هدف تدخلكم ليس لنجدة اليمن وشعبها جنوبا وشمالا بل جئتمونا غزاة طامعين.
فالإمارات العربية لم يعد خافيا على أحد أصابت موانئنا في عدن والحديدة والمكلا بمقتل وعطلتها كي تتيح الفرصة لموانئها لتكون البديل في جلب تريلونات الدولارات وتزدهر فيها حركة التجارة والاستثمار وان تغلق مع شريكتها السعودية التي تريد مد انابيب نفطها وغازها عبر اراضي المهرة وحضرموت للبحر العربي وتوقف صادراتنا من النفط والغاز للخارج وان تؤجج التوترات في مختلف مناحي الحياة جنوبا وشمالا وتمزيق اليمن وجعلها بؤر للقتال والثارات والتشريد والنزوح ومسخ النسيج الاجتماعي ونشر الفتن والفوضى والمناطقية بين الجنوبيين انفسهم والشماليين انفسهم وبين الجنوبيين من جهة والشماليين من جهة أخرى فمعارك شقرة سلاحها من الإمارات لطرف ومن السعودية للطرف الآخر وكذلك الحال في مارب والساحل الغربي وغيرها من مناطق اليمن .
وللرئيس هادي نقول كن او لا تكون .. لقد عرفك اليمنيون بشجاعتك التي لا تضاهى لم تبيع جزيرة سقطرى ودفعت الثمن كثيرا ولكنك لم تخسر بعد ولم توقع على بيع الحدود للمملكة وتوقف التنقيب في الجوف ودفعت الثمن ولكنك ايضا لم تخسر ولم تبع اليمن للانقلابيين الحوثيين وفضلت ان تقدم استقالتك ولا تبيع وطنك وفوهات بنادق الحوثيين ممدودة على رأسك ولم تخضع وخرجت من إقامتك الجبرية مرفوع الرأس فلا يذلك أولاد زايد ولا سفير آل سعود وقلها بقوة لن تفرضون علي ما تريدون وما لا يريده شعبنا اليمني قلها بقوة وقدم استقالتك وماذا عساهم فاعلون بك وأنت القائد الشجاع وستدخل التاريخ من أوسع أبوابه سيقف معك شعبنا اليمني شماله وجنوبه كنت حيا او ميتا سيخلدك التاريخ .. عرفتك المراحل مثالا للشجاع الذي لا يطاطأ راسه كالبومة في الرمال وقت المحن والشدائد .. أصرخ في وجوه هؤلاء الباطنية وقلها بقوة الوزارات السيادية ومنها الداخلية أنا من أقرر من يتبوأها وإلا هذه استقالتي وأعلنها للشعب وسترى الأرض تزلزل أقدامهم لأنكم الأمين وهم من خان .. قلها بقوة وسترى اي منقلب ينقلبون .. لن تخسر شيئا يا فخامة الرئيس فهم الخاسرون وستطوي تاريخ مسيرتك السياسية بتاريخ مشرف سيحفظه لك أبناء شعبك شمالا وجنوبا وفي كل شبر في اليمن وحتى ستحظى بتأييد وتعاطف خصومك الحوثيين ومن على شاكلتهم في الجنوب .
قلها بقوة وأفرض ما تريد وستنتصر انت وشعبك وستسقط الوصاية وستدخل التاريخ من اوسع ابوابه دخولا مشرفا وخروجا مشرفا من أصعب ظرف سياسي تشهده اليمن في تاريخها القديم والمعاصر.